أدب وفن

طفي سراجك وارقدي

المستقلة خاص ليمنات

يقول الحكماء إن “حضور البديهة” وتعني التركيز والفطنة والذكاء والفهم السريع نعمة عظيمة من نعم الخالف على بني آدم وفي المقابل يعتبر الشرود والغباء والبلادة من صفات الحمقى الذين تتحول حياتهم إلى قصص ونوادر مثيرة للضحك والسخرية.. 

ونحن أمام مثل شعبي يمني له قصة مثيرة ومعبرة عن التعاسة التي يمكن أن تصيب الإنسان في ظل عدم قدرته على استخلاص الحلول والقرارات الضرورية رغم أنها متاحة له وقريبة منه.

ويرجع أصل هذا المثل وقصته إلى زوجين يمنيين قبل عقود من الزمن ، لقد كان الوقت مساء، وكان على المرأة أن تقوم بتجهيز الخبز بواسطة التنور المصنوع من “الفخار” فأحضرت الحطب ووضعته في التنور وأخذت السراج الذي كان مشتعلاً، وطافت به أرجاء البيت وهي تبحث عن ما تشعل به النار في التنور (الموفى) ولم تنتبه إلى أن السراج بيده.

حيث كان بامكانها أن تستخدمه في اشعال النار في الموفى (التنور) الفخاري وعندما أصيبت بالارهاق والتعب وهي تبحث عن عود الثقاف  في جميع  زوايا البيت، قال لها زوجها ليجعلها تنتبه إلى أن ما تبحث عنه موجود بيدها: “طفي سراجك وارقدي يامرة)، لكنها لسوء الحظ، ولغياب الفطنة لم تركز فيما قاله زوجها، ولم تجد أمامها سوى الامتثال للأمر، فأطفأت السراج بسرعة، وذهبت إلى فراشها لتنام.. متأسفة لزوجها عن عدم قدرتها على تجهيز العشاء!! وشر البلية ما يضحك!!

زر الذهاب إلى الأعلى